إنشق رأسي نصفين
عبارة كنت اسمعها لكن لم احسها يوما وظللت طيلة فترة سماعي لها أستغرب عند سماعها كيف ينشق الرأس نصفين ..!
وما هو ذاك الاحساس الي ان انشق رأسي فجاة نصفين ..
هه ــ يا للمفاجاة ..
وانا اتجول في إحدي الأسواق وسط الباعة هالني ما فعلته السلطات بهم ..
استباحت العرق والبضائع بحجة تنظيم الأسواق ولم تستبيح لنفسها سؤال واحد فقط :
هل نظمت لهم أسواق هل هيات لهم ما يستعيضون به عن تلك المهن الهامشية التي احدثت زحمة وتكدس في ازقة الأسواق الضيقة..
بكيت كثيرا وانفطر قلبي وأنا اري شيخ كبير صودرت حفنة الدبابيس التي اعرف أن عائدها جنيه او جنيهان لكنه بحاجتها وأجهش بالبكاء فهو يعلم بأن الحصول عليها ليس بالأمر السهل ..
تساءلت وتفرغت نوازع نفسي الي شعار واحد مرفوع منذ ازمان لكن لا يعمل به :
أين المصلحة المشتركة ..؟
لما لا يتم تامين اوضاع الشوارع والأسواق ..؟
كيف نقول أننا ننتمي الي هذا الوطن ونحبه وتلك القسوة تزحف بيننا ..؟
تفرست في الوجوه وجدت بشر راكدون لكن وجوههم تدل علي انهم اسقطوا مترادفات الحيوية والانتماء ..!
عجبا ــ لقد صارت مصلحة خاصة وليست مشتركة..
يالهي :
انشق رأسي للمرة الالف بعد الالف مرتين في ثانية واحدة وأنا اضع قدمي في إحدي مجارير السوق المكشوفة ..
هه ـــ ضحكت وفي خاطري قلت :
أين السلطات التي لا تهتم ولا تري أبعد من مقاعدها شيئا فقط تسعي لاستباحة عرق الغلابة ..
هتفت بأعلي صوت نحن نرضي بان يشاركنا الباعة الطرقات سنتقاسم الضجة والاذدحام فقط ليجدوا لقمة عيش وكي لا نكون نحن والسلطات عليهم ..
رد علي احد البائسين لن تستطيعي التغيير وحدك ..
محق هذا البائس ..
اراه قد حد من حماستي لكنه بائس ليس إلا ..!
ومن حينها صار راسي ينشق كل يوم نصفين وصرت لا اضحك ..
لا أبكي ..
لا أهتم ..
لا أستغرب ..
لا اندهش ..
ولا اسأل ماهو احساس الذي ينشق رأسه نصفين فقد جربته .