يأتي الليل الذي يسكن فيه كل كائن إلي تناقضاته ..
ويبدأ يعزف فيه لحنه الخاص المكتسي بحمرة الغروب والشروق ..
بالظلام وبالنور ..
بالتعاسة والسعادة ..
بالركود والعمل ..
بالتباعد والتقارب ..
بالبغض والمحبة ..
بالخوف والجرأة ..
بكل تفاصيل ما مرّ بيومه من كر وفر ..
أليس ثمة مبالغة أن يحط كل منا رأسه علي وسادة ومن ثم يضغط علي زر الجرامبفون في الذاكرة ليسمع لحنه الذي يظن أنه خاص به علي الرغم من أن بالخارج تتردد الحان الآخرين المشابهة له ..
وبذا يبدأ الكورس الكوني عزف لحنه الليلي الموحد جامع لألحان العالمين ..
ممتزج بالحاضر والمستقبل في صدق معزوفة فريدة لايسمعها سوي الليل تتناول الواقع والخيال في مسيرة الإنسان وطبيعته التي يدهنها تارة بالدمع والبؤس ..
وتارة أخري بالسعادة والفرح ..
لذا في كل ليل احمل ذاكرتي علي كفي وأقول :
هنيئا لك من ليل خصك الله بالظلمة لتجلس واضعا قدم علي الأخرى حارسا لهمساتنا ..
كاتما لأسرارنا ..
ماسحا لدموعنا ..
مستمعا لعزف الكورس البشري المتكرر كل ليلة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق