إن الفقر ليس معيباً ومخجلاً ولكن المعيب هو نكرانه ومحاولة تجميله كما تم تجميل المجاعة بالفجوة الغذائية
والاعتراف بأن الفقر حي يرزق يمشي بيننا هو مسؤولية أخلاقية لكل المجتمع لا يستثنى منها أحد والتصدي لها ووضع الحلول مسؤولية وطنية ودينية للدولة والمجتمع ..
فمن المؤكد أن تفاقم الفقر جاء نتيجة عوامل كثيرة تضافرت معاً :
سياسية ..
اقتصادية ..
اجتماعية ..
أدت إلى ما نحن به الآن وفي هذه الظروف تمتحن إرادة المجتمع وقيمه وفضائله التي يتغنى بها فإذا كانت ثقافة المجتمع هي :
(لا يؤمن أحدكم من بات شبعان وجاره إلى جنبه جائع) فلماذا لا تستفز هذه الخصال الحميدة في إغاثة الملهوف وإعانة الضعيف في إعلاء قيم التكافل والمشاركة في السراء والضراء ..
إن الحرمان الذي يؤدي إلى الإحباط والغبن الذي يتولد لدى الفقراء هو أكبر مهدد للأمن الاجتماعي لأي دولة فلذلك لن تنفع الأغنياء ثرواتهم ما لم يؤمنوا حاجيات الفقراء حتى لا يجدوا أنفسهم يوماً ما يستعينون بالحراسة الشخصية لكي يأمنوا على أنفسهم فالفقر قد يولد التسول والسرقة ..
وإن في الزكاة والتبرع لدعم الفقراء لهو السياج الأمن الذي يحمي الأغنياء من كل ذلك .