صحوت علي نقر حاد علي قلبي جعلني أتوجس خيفة من هذا اليوم الذي استقبلني بحزن يعقوب..
فكرت أن أغتسل منه بالبكاء لكن وجعي كان لزجا :
لا يذوب ..
لا ينصهر ..
لا يغتسل ..
لا يبارحني فالحزن بات يعشق العبث بخلاياي ..
وهرعت منه إلي عملي رتبت أوراقا وأعتقت أوراقا أخري إلي سلة المهملات قربي ..
وأثناء بحثي وترحالي بين تلك الأوراق برزت لي لوحة قديمة كنت قد رسمتها وأنا علي أعتاب التاسعة عشر ..
ضحكت من تفاؤولي حينها فقد كانت الألوان أغلبها باللون البمبي الذي أعتبره لون التفاؤول ولكني أخاف منه وأن يسطو ويستحوذ عليّ ..
لأنه يفتقر لقوة الإرادة فهو غير جدير بثقتي علي الرغم من لطفه وجاذبيته ..
أيضا سطأ علي تلك اللوحة بعض من اللون البنفسجي الذي يرمز للهدوء ولكن في بعض الأحيان كثرة النظر إليه تولد لدي القليل من الكآبة ..
فيا للكأبة التي حطت عليّ من تفسيري لهذا اللوحة التي رسمتها ولم أكن أقصد شيئا معينا ..
لكن ما أذكره أني في تلك المرحلة كنت أعتمد في ردود أفعالي تجاه أي موقف علي مشاعري وحالتي النفسية وأعرف كيف أهرب من الواقع عن طريق الأحلام ..
وكنت أكثر من يقع في أسر المشاعر الحزينة وأزرف الدمع أمام أي موقف أو قصة حزينة ..
وعدت من إبحاري مع لوحتي تلك بأن هذا اليوم كان رديفا لأيام من سنين خلت كنت استشعر منها نمو الحزن فيني وأغذيه وأرسم منه لوحات تكشف لدي الأن سطوته وتلبسه فيني .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق