علي غير عادته هاتفني ضجراً يصف يومه الذي بدأه بكوب من القهوة المرة ..
ضحكت :
ولما قهوة مرة ولا تضع عليها حبات من السكر ..
جمع حاجبيه ليخبرني أن لا جدوى من المزاح مع هذا المزاج العكر قائلاً :
لعلمي أن مرارة هذا اليوم لن تُمحي ستلازمني فقلت لأذبحها مرارة ..
أعلم تمام العلم أن الليلة التي يزوره فيها طيفها يكون موج الحنين قد لطمه في الخد وأيقظه ..
وجلا ..
ضجراً ..
أشاح بنظره بعيداً عني هامساً :
تذكرتها اليوم وتخيل إليّ أني من شدة الشوق لها مطوق بسياج يحوي كل تلك التفاصيل التي عشناها معا ..
وأن كل تفاصيل الفراق توجعها كما توجعني ..
مهما حاولت أن أصف وحدتي دونها تبقي بسواد الليل في ليلة عمياء ..
ذاك هو القلب الذي سكنته يوما ..
آه لو تعلم كم قست الأيام علي قلبي بعدها ..؟
قلت :
لا تأمن للذكريات والأشواق كثيراً وأعلم أن الالتفات لها يبكي القلب وأمور أخري كثيرة تزعزع الثقة بالنسيان ..
لا تنحر قلبك في محراب الذكريات التي لن تعيدها إلي الحياة مجدداً..
فقط أعطها ظهرك وقل ليرحمها الله .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق