المؤلم في الأمر أن ما قصته عليّ أم بلقيس قد طعن القلب ..
فتلك الروح الصغيرة لإبنتها بلقيس التي غادرت الخامسة عشر بأيام قد سكنها حسد إحدي الجارات التي تقاربها سنناً ..
انتحبت أم بلقيس وهي تري إبنتها تخطو نحو الجنون عجلة ..
نكست رأسها رفعته الي السماء تلفتت يمنة ويسرة لعل هناك أحد بالجوار يسمعنا ثم قالت :
إنه الحسد القبر الذي يمشي بقدميه نحو إبنتي مسرعا دخل داري تصحبه صديقتها وهي إحدي الجارات ..
واضافت ما جعلني أفقد القدرة علي النطق والحركة قائلة :
في حياة أغلبنا هناك ارواح نحفظها كالصكوك في خزائننا ..
في حياة أغلبنا هناك ارواح بيننا وبينها تفاصيل عُشرة وثقة وكسرة خبز ..
وفي حياة أغلبنا هناك ارواح فتحنا لها دكة القلب لتتربع واضعة قدم علي الأخري متسربة بين الاوردة نظن لشدة التصاقنا بها أنها :
لن تؤذي ..
لن تغدُر ..
لن تحسد ..
لن تغبُن ..
لكننا وفي ساعة ما نجدها تنحرنا فتقطع تلك الشراييين ..
لكننا وفي لحظة ما نجدها تخوننا وتمزق تلك الصكوك ..
لكننا وفي يوم ما نجدها تدوس بتلك القدم التي سمحنا لها ان تطئ ذاك القلب وتدوسه فتطحنه ولا تنتبه لذاك الأنين منا ..
لم أحرك ساكناً والغصة تُخرصني فرفعت يديّ الي السماء :
يا الهي إحفظنا من الحسد ذاك القبر الذي يمشي علي قدمين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق