جاءتني صاحبتي تبكي في وقت كنت أحوج فيه أن أجلس إلي نفسي ..
وكعادتها بدأت تثرثر وتقول :
دوما أحلامنا لا تُطال ..
دوما أمالنا عند طلوعها الي اعلي تتعثر بالغيوم وتسقط مع الأمطار ..
لا أستطيع معانقة موجة زرقاء شاهقة تنقلني من عالم إلي عالم آخر أشتهي عنده العثور علي كل ما أحب و أرجو ..
ولا هناك كنز أعثر عليه وأنا أتجول علي ظهر جوادي الجامح ..
أحياناَ أضحك منها وأقول :
كوني ولو لمرة في حياتك واقعية الأحلام ..
عودي إلي واقعك محررة من تلك القصص التي تحيكينها ليلا والنجوم متلالئة ..
ولا يغرنك سطوع هذا القمر ليلا فصبحا تعقبه شمس صحراوية كاوية تتقطر عندها ..
الأحلام ..
الأماني ..
يوما ما ستتعلمين كيف تحيكين سترات أحلامك وأمانيك ..
فاطعتني متي يأتي هذا اليوم الذي أستطيع فيه أن أتقولب علي مقاسات مقاسات هذا اليوم ..
أجبتها :
عندما يضيق عالمك وتأخذك الواقعية فيه من ياقة قميصك وتتبعينه وتشدي الخطو بعيدا عن أحلامك وأمانيك ولا تعودي تطلبين شيئا ثمينا في هذا الواقع المرير ..
حينها ستجلسي علي أرض الواقع الذي ترفضين لكن ..
عليك بالتروي ..
عليك بالصبر ..
عليك بوأد الأحلام التي لا تتناسب وواقعك ..
وستكف سكين الأيام الحادة عن نحر أشياءك التي تكونين أحوج ما تكونين إليها .