اليوم أحكي لكم وأستحلي الحكي..
أحكي لكم حكاية وضعت صاحبتها امام تحدٍ فى زمن ضاعت فيه كل ركائز الحياة..
تحدت به الوجود فاثبتت به لنفسها أنها خطأ..
عشقته ..
وجالسته ..
ثم تزوجته فى السر ..
لكنه تنازل عن العرش الذى هيأته له وتوجته عليه ملكاً..
ترك كل المفارش والمطايا التى هُيئت له بحجة أنه لا يريد أن يكون سلطاناً ..
يريد أن يكون من عامة الناس ..
لأنه لا يُريدها وهذا ما ادركته بنهاية المطاف ..
كانت صدمتها وجهاً لاغتراب آخر .. ففى غربتها الأولى تركت خلفها الأهل والصحاب واكتفت به لكنها الان أمام غربة دونه..
وضعتها فى تحدٍ مع الألم .. الحزن والآسي ..
أمام نفسها ..
أمام مرآة كبيرة رأت فيها كل العالم بمنظار بعيد المدى ..
كان الكل بحجمه الطبيعى إلاها فهى الوحيدة التى تقزم حجمها تذكرت حينها حكمة جدتها التى تقول:
يمكنك أن تقود الجواد الى الماء .. لكن لا يمكنك ان تجبره على الشرب ..
هذه المواجهة أعطتها بعض الشجاعة لمجابهة تحدي الالم ..
تحدي خوف كان يتمطى عبر خلاياها .. يزأر أثناء تنفسها فيندس ويزحف صامتاً لتلتقطه تلك الخلايا ..
كان يضعها كل يوم على حد مديته ويجرحها ..
ثم يعود يضعها مرة أخرى ويجرحها ..
ويصر يحمل لها نفس المدية كل يوم..
صرخت فى وجهه:
كفى لم يعُد هناك مكان لجرح آخر فقسوتك تسحق جبلاً .. أيُها الغادر لم يعد هناك بُد من الصياح..
أيها الناكر لغربتي لتضحيتي الأن جسدي مثخن باالجراح ..
رفقاً بي فكل المعاطف التى ارتديتها من تحدٍ ..
من جفاء..
لم تُعد على مقاساتي فلترحل انت أما انا فليحفظني الله ..
وغرست مديتها فى تخوم القلب تستل من تضاعيف وجهها سروراً لا مثيل له ..
فقد غاب الزوج عن عالمها ورحلت عن سجنه الى سجن فى ظنها أنه لأفضل..
ظلت تلك الزوجة المعذبة دوماً رمزاً يبرق في حمى حالة طوارئ لا تنتهي.