ام الهنا جارتي الارملة ذات الخمسة عقود .. تحس بالاحداث قبل وقوعها تري ولا تتكلم ..
حدثتني عن صنوها وكيف أحست بالفضاءات رمادية والريح غبارية يوم رحيله ..
وما كانت الجهات معروفة لديها ففي اعماقها سكن احساس لم تدري كنهه حينها ..
لكن عندما انكسرت بوصلتها وهو يغادرها علمت انه الاحساس بمن تحب حين اقترب منه خطر الموت ..
دعوتها متوسلة :
تعايشي مع قدرك .. مع وجعك فإن ما تبقي لك هو الكفاح لاجل ذاتك فالاموات يعيشون في الذاكرة فقط انهم من الماضي والماضي بيته في الذاكرة ..
قاطعتني مستسلمة :
الصدمة التي تجعل البشر يفقدون الذاكرة لم تسلبني ذاكرتي به ..
لا تتوهي بي وتنبهيني أن عليك ان تتعايشي مع القدر الذي في رحب سلطته يحوي كل ما اكره من ذكريات يوم رحيله ..
فلكم هم سعداء الذين يحيون ولا يتذكرون ..
هم ابناء الحاضر .. فقط يومهم هو حاضرهم ..
لم اشأ أن أثقل عليها انا التي جئتها مواسية فقط عليّ أن اجعلها تؤمن بأن الحزن لدي الجميع توحده العواصف وهذا هو قانون الحزن في الحياة ..
نقترب لتبعد .. ونبني لتهدم ..
هذا هو التناقض الذي يصاحب البشر في مسيرة الايام .
هناك تعليق واحد:
تعجبنى المدونه ... وتمنيت ان تليق كلماتى بها ..
إرسال تعليق