لم يكن يُصلى من قبل ..
لكنه ذات توبة دخل منزله وهو تعب ..
فجأة وجد والدته تتقيأ وكعادته لم يُبالى بذلك فقد كان قاسى القلب .. تربى على أن لا يظهر مشاعره لأحد .. رقّ قلبه لكنه لم يظهر ذلك بل طلب منها أن يذهبا الى الطبيب بعد الفحص والتدقيق اتضح أنها مصابة بأخطر الأمراض..حمل أوراق الفحص وهام على وجهه لم تحمله الأرصفة حادت به عن دروبها سلك مسلك: المقهورين .. المعذبين .. النادمين ..
بكى كما لم يبكى من قبل .. فالأسى يملا جوانحه .. تحطم القلب وسقط تناثر.
ليلتها لم ينم فى البيت وعندما عاد اتجه الى غرفتها حمل لها عصيراً وعنباً .
ربتت على كتفه فالدموع تتدافع من عينيه وهو يتحاشى النظر اليها زاغ ببصره .
خرج ليتوضأ ليتجه الى الله .
ليطلب الشفاء .. رأته الزوجة بكت بدورها دنوء الآجال .
نهض من مصلاته توجه صوب صاحبة القلب الكبير ..
لم يرى ملامحها من قبل تحسس خدها الأيمن أنه لم يلتفت الى أنها تشبهه .. كيف عاش فى وهم أنه يشبه والده الأنه رجل مثله .. ام لأنه أراد ذلك ..
خرج يدعو الله :
أيتها الأم يا أمى سامحينى .. أنا الأن أتمنى قربك أكثر من قبل قاسمينى الحياة فهى دونك لا تعنى لى شئ وإن رحلت فلتأخذى روحى لا محالة .. أيتها الأم دعوت الله لك كثيراً لتشفى ليتك تشفين سمع صدى صوت من بعيد هرول مفزوعاً من مصلاته ركض نحوها الأم تحتضر تشبث بها لا يريد أن يفارقها ليتها تبقى ..
يا موت كم أكرهك ..
يا حياة إخرجى وفارقينى ..
أيتها الكائنات شاركينى الخيبة .. قاسمينى الحزن ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق