الثلاثاء، 28 فبراير 2012

في مهب الريح ..



حقائق نجنح في التغلب عليها دوما ببعض حبات السكر ..

فالمرارة لاتعني عدم وجود السكر في تذوقنا للأشياء ..

ما تعنيه مرارة تلك الحقائق اننا لا نسعي لقولبة نفوسنا علي مقاسات الواقع ..

ولا نحرك حبات السكر في داخلنا ..

ونُخبي جروحنا تحت غطاء المرارة ..

ونُضمده بميكروكروم ممنوع دوليا بأمر من وزارة الصحة يدفعنا لنزف الكثير من الصحة..

وحينها نُصاب بصدمة قتل الجسد وما تنفك الأسقف تنهار علينا ..

وتبدأ سفننا في الغرق ..

وحينها نبدأ بمد الأيدي طلبا لأطوق النجاة ..

فتعلو أصوات :

شهقاتنا ..

صدماتنا ..

انكساراتنا ..

هزائمنا ..

انتكاساتنا ..

ونتذكر في الآخر أننا في مهب الريح التي لم يمسك بها بشر من قبل ..

ولا آمان للنجاة حين تزهد قشة الغريق بنا وتخبرنا بأن ليس هناك من ينتظرنا علي الشاطئ ..

فنختار الغرق بكامل ارادتنا قبل الوصول الي السطح .

السبت، 25 فبراير 2012

ذاكرة ما بعد الرّحيل



مزقتها بغضب ..

وأجهزت علي الاحساس المنثور بين سطورها ..

والقيت بها في بئر الذاكرة ..

وبعدها بعد أن القيت بها في قعر الذاكرة :

ضحكت من قلبي ملء فمي فقد تخلصت من إحساسي المؤلم في حضرتها ..

إنها حكايتي معك .

(2)

نلقي فشلنا عليه ..

نعلق الخزلان في رقبته ..

نخفي عجزنا الواهن في جبته ..

نطفئ الأنوار ونتوهم أنه من سرق المصابيح ..

انه وجه الحقيقة الذي يجب أن لا ننسي الي أين يذهب بنا حينها .

(3)

يخادعونك بالمسكنات ..

يجتهدون في اختراع وصفات طبية ..

وكل عقاقير المرض لن تشفيك حين تكتشف أنهم يشفقون عليك .

(4)

الكائنات سُكاري ..

والسماء تقترب من الأرض ..

والوجود يتلاشي ..

يا الهي هل اقتربت الساعة ..؟

هه ــ انه قناع الكذب الذي يسقط عند المواجهة .

(5)

صرخ بوجه المستحيل كثيرا ..

أيقظ الحلم وذكره بالأمنيات ..

طارد الصدف ليصل الي ما يصبو ..

ابتسم في الوجوه رغما عنه ..

تظاهر بالفرح عند قمة الحزن ..

فعل ذلك فقط ليشعرهم بسعادته في وجودهم وهو يعلم أنه مريضا بهم .

الأحد، 19 فبراير 2012

أين الأمان ..؟



لقد فقدنا حزام الأمان ..

عبارة كررتها كثيرا وبعدها غلبت أصالح روحي وأنسجم معها فقد داهمني آسي حار ..

وقد بت ارانا نبحث عن صديق صدوق يستقبل أحزاننا تُثرثر له فلا نجد..

وقد بت ارانا نبحث عن غطاء أمن ننثر همومنا نبعثرها تحته فلا نجد ..

يا الهي :

أين الأمان ..؟

لست من باعة الكلام ..

ولا ممن يرفض القيام بالواجب ..

ولا ممن يبيع المعروف بزائف المعاني ..

ولم أكن يوما مصلحا اجتماعيا ولا أطيق القيام بهذا الدور المقيت ..

لكن أنا فرد من الناس وانصح الناس بأن تُصلح من الإثم ونذالة النفعية الذين اقترفناهما يوما بأن ناولنا صيادينا سهاما وأقواس وقلنا لهم :

إرشقو عند القلب مباشرة كي تبتر أطراف المجتمع ..

إرشقو عند القلب مباشرة كي نعبر الي الظلمات ..

فيما مضي كنت أشهق وأنا أسمع أحدهم يشكو من أطرافه ويحاول بترها ..

وهأنذا الأن أمر عبر حقل من الأطراف المبتورة :

ولا تستوقفني ..

ولا أشهق ..

ولا أنتبه ..

وقد فات الأوان وأقتحمت الخفافيش :

القلب ..

والعقل ..

والروح البشرية جمعاء مأخوذة بأوهام جوفاء .

الجمعة، 17 فبراير 2012

صوت انهزام الدواخل



نعم نتغير حين نكتشف أننا وحدنا :

في الأحلام ..

في الألم ..

عند البكاء ..

وكل ما حولنا صامت ..

ويسكن تلك الوحدة وجه :

أخرس ..

أصم ..

أبكم ..

وقد تهتز هضبة القلب فينا حتي نتزحزح خطوات ونتساءل :

احتياجاتنا التي لا تصل أين تذهب ..؟

ودقيق الأحلام الذي يطحن لمن سيخبز..؟

وانتظارنا الذي نحيك في أي المحطات سيرسو ..؟

ونكون قد سقطنا في بئر عميق من الظنون التي لا ترحم ..

ونهدر الوقت في البحث عن زوايا للنجاح ومحاولة الوقوف مرة أخرى ..

ونظل في حالة انتظار وترقب لسفينة انقاذ فتصبح خطوة المغادرة أثقل من جبل ..

ويظل الطريق مسدودا ..!

ويصبح كتاب العمر مفتوحا :

بلا أغلفة ..

بلا اوراق ..

بلا حروف ..

وتتبعثر الكلمات بين طيات الكتاب لتضع بصمات تدل علي أن احد المطحونين قد كان هنا :

مترقبا ..

منتظرا ..

صابرا ..

صامتا ..

يدنو من الحياة بقلب سبع وتلاحقه فئران من اليأس .