السبت، 11 يونيو 2011

بيني وبين الخيال


قضيت عمري كله علي قناعة أن :
الخيال ..
الحلم..
التروي ..
كلها حبال تمدنا بالصبر فلا نتساقط من هول الصدمات علي حضيض الفاقة والخوف..
فلا نتساقط بضربة من سكين الايام الحادة وهي تنحر فينا أشياء واشياء نكون حينها أحوج ما نكون إليها ..
وكلها حبال تتركنا نحلم بصيف بعد شتاء .. بربيع بعد خريف ووعدا مسحوبا بالأمل ..
وكلها حبال الإستحواذ عليها أدعي إلي الطمأنينة وأميل إلي التفاؤل ..
الخيال سيد الخواطر تشبثت به كثيرا لأنه لا يشيب ودوما يطرق بابي بخبرته المكتسبة فلا أرده وكم أحس اني أحتاجه كحوجتي للماء والهواء ..
كنت دوما افكر في ذلك المثل الذي تضربه جارتي أم عبد الله التي كلما لقيتها في الطريق عائدة من السوق كنت اقف لأوصلها حيث تريد فتجلس بجانبي وانا امام مقود السيارة كنت اشرد بخيالي ثم اعود لعلي أجدها قد أكملت اساطيرها ونادرا ما تقول شيئا في حديثها يخلو من الخيال ..
لكن في بعض المرات التي أصادف فيها مزاجها العكر تطوقني بمقولات تنزل كحد المديه علي ذاكرتي فتقطع عني كل شرود ..
قالت لي ام عبد الله في بعض المرات وأظنها كانت في مزاج عكر :
المستريح الوحيد من خوف السجن هو المسجون .. والمستريح الوحيد من خوف الموت هو الذي مات ..
يا الهي :
أدركت لحظتها أن في حديث ام عبد الله يتلاشي الخيال ويتجسد الواقع المُر ..
أما كان من الافضل لو جنحت في مقولتها بخيالها وتاهت بعيدا عن اسوار السجون والموت ..
سامحك الله أم عبد الله دوما تقطعين المسافة بيني وبين الخيال ..

ليست هناك تعليقات: