الجمعة، 5 أغسطس 2011

وصية



قبل موته بقليل أوصاني أن لا أنساه وأن أنقل لهم أنه مات حيا حين استحوذ عليه الخذلان عضوا عضوا ..
مثيرة للشفقة وأنا اركض باحثة له عن محطة مؤقتة للنجاة يحط عليها أثمال أنفاسه ليبدأ من جديد ..
لكن عبثا كنت اركض وأعود قبل أن أكمل طريقي لأتحسسه المس يده أدفئها كي لا تبرد فإن بردت سيموت ..
وأعود اركض من جديد في المحطات بحثا عن طوق لنجاته فلا أجد ..
جثوت متوسلة لله :
يا الله اسقه من ماء الخلود ..
وأنا أهم بالنهوض سمعت صوت نشيجه الأخير عدت أدراجي وكل ما فيني يرجف رعبا ..
انه الموت كل ما حوله ينبئ بحالة طوارئ ولا طبيب مداوى لديّ فيعوده ..
والنظرة في عينيه رمادية وزائغة إلي السماء ..
انه الموت لأتصدى له لأبعده عنه ..
أغلقت الأبواب ..
أوصدت النوافذ ..
وحين التفت وجدته يجالسه ..
يناغيه ..
يصالحه ..
وعبثا يحاول أن يصلح الإعطاب في الوقت الذي كان يستله مني ويؤكد قناعتي بموته ..
إنه وطني يحتضر فالأسرع لتعزيتي فيه.

ليست هناك تعليقات: