السبت، 14 مايو 2011

من الصفر


قبل عام كنت أتصور أن السفر إلي الخارج سيخرجني من الرتابة التي أعيش ..

سافرت نازعة ما علق بذهني وجسدي من ولادات مررت بها فكانت مخاضا فاشلا :

من الخلاص ..

من التحرر ..

من التطور ..

وبين ولادة وأخري كنت انتظر أن تنتهي الحياة بكلمة (كش) التي يموت فيها الجندي وتسقط آخر قلعة وآخر حصن أمام العدو ..

وسافرت ..

وسافرت ..

وسافرت ..

وأثناء تجوالي كانت تمر الأيام علي روحي بقدمين من شوك تستل من تضاعيف وجهي جزعا أشهق فزعا منه لعلها النزعة الأخيرة ولكن هيهات ما أن أستقر في المحطات حتى يصبح كل ذلك رتابة مجددا ..

الآن استقر في وطني ..

داخل غرفتي ..

وسط أوراقي التي هجرت ..

أفكر في ذاك الصفر الذي نبدأ حياتنا منه كلما انتابتنا نوبة فشل حادة نقف عندها ولا نتزحزح وما أن نتزحزح ننتشي نشوة الوصول ولكنها قصيرة سرعان ما تبددها الرتابة ..

عجبا _

انه صفر لكنه لرقم كبير فقط علينا أن نحسن جمعه وطرحه وقسمته وضربه مبرحا علي طاولة احتياجاتنا .

ليست هناك تعليقات: