الثلاثاء، 14 يونيو 2011

امرأة الصمت والكفاح


أهداها غيابا وفاجأها بسقوطها في بحيرة عكرت صفو حياتها ..
وكمدية حادة في القلب تراكمت عليها الصدمات والمواجع ..
كانت امرأة صامته علي مدي الوقت لكنها كانت في أعماقها انثي داهمها الفشل والخذلان فأورثاها شعورا مزمنا بالخواء..
أدركت لحظتها ان البشر قد تخلو عنها ..
هجرها الزوج وخلف خلفه الفراق والفراغ وحفنة من الأطفال لا حول لهم ولاقوة ولا جناح لها لتظلهم ..
صرخت من اعماقها :
أيها الرب كن معنا لا تتركنا للأيام تنهش ما تبقي فينا من لحم ..
قالت في نفسها :
لا عليك يا امرأة أنحتي الصخر وأعتشبي البراري لتطعمي تلك الأفواه الله معك ولن يتخلي عنك ..
وقالت لذاتها ..
يا امرأة أحملي الدنيا علي ظهرك وليرتح ابناءك ما يبدو الأن خطأ غدا سيكون صوابا ..
وقالت للكل :
سأقاوم بالروح المنبثّة في تجاويف القلب ضرباتكم ..
ولتكن الأرض عليّ رخية جرداء سأكون وفية لنذري..
قارئ :
تلك كانت حكاية تغلب فيها الصبر علي الشدائد ..
وفعلا كانت الأرض تحت تلك الدعوات من المراة المغلوبة علي امرها رخوة وطرية ..
فوضعت فيها ثمارها وامتصت رطوبة الأرض من ندي الصباحات البكر وقطرات المطر لتبدأ دورها فيهم من جديد .

ليست هناك تعليقات: